يعرّفهم بالدين المسيحي وأحكامه ، وكان أهل القرية يظهرون التعاطف معه ، فظنّ هذا المبشّر للمسلين أنهم أصبحوا مسيحيين ، فكتب إلى كبير القساوسة في بغداد أنّه استطاع أن يدخل أهل هذه القرية في الدين المسيحي.
وبعد فترة دعى هذا المبشّر أهالي تلك القرية لزيارة الكنيسة في بغداد ، فكانت المفاجأة بل الصدمة كبيرة عليه ، إذ سمعهم يشترطون عليه إذا ذهبوا إلى بغداد يجب أن يزوروا مرقد الإمام موسى الكاظم عليهالسلام !!!
وعندما أخذهم إلى بغداد وأثناء استماعهم لنصائح كبير القساوسة في الكنيسة ، انقطع التيار الكهربائي ، وعندما عاد التيار الكهربائي بعد فترة ، نادى الحاضرون بصوت عال : « اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ».
فعند ذلك عرف المبشّر ، وكذلك كلّ من حضر في تلك الكنيسة ، أنّ أهالي تلك القرية لم يتركوا دينهم الإسلامي وأنّه متأصّل في أنفسهم.
وعلى كلّ حال ، فإنّنا نقول : يجري في العالم اليوم تحول مذهبي واسع من الدائرة السنيّة إلى الدائرة الشيعية الإماميّة الاثني عشرية ، ولدينا على ذلك الأدلة الكثيرة ، التي لا يمكن إنكارها.
والذي يدّعي أن هناك ظاهرة تحول مذهبي من الدائرة الشيعية إلى الدائرة السنيّة ، عليه أن يثبت ذلك بالأدلة الواضحة ، لا يذكر أسماء مستعارة مختلقة لا أساس لها.
والكتاب الذي بين أيدينا ، هو أحد الأدلّة على ما ندّعيه ، إذ ذكر المؤلّف الأخ الكريم المستبصر التونسي الاُستاذ محمّد المقداد الرصافي ، عدداً من المستبصرين ، وأسباب استبصارهم ، وكيفيّة اعتناقهم لمذهب أهل البيت عليهمالسلام ، وذلك كلّه بعد أن التقاهم وتحدّث معهم ، علماً بأنّه ذكر أسماءهم فقط ، ولم يذكر ألقابهم ولا عناوينهم ، وذلك لأسباب خاصة يعرفها القارىء اللبيب.