وأبو بكر وعمر ، وخرجتُ
أنا وأبو بكر وعمر ، وسأُدفنُ أنا وأبو بكر وعمر!!
ألا يتورّع هؤلاء الذين يحتجّون بمثل
هذه الروايات الموضوعة التي يكذّبها التاريخ والواقع ، وكتب المسلمين مشحونة
بتظلّم علي وفاطمة الزهراء ممّا فعله أبو بكر وعمر طيلة حياتهما؟!
ثمّ تمعّن في الرواية لترى بأنّ الرّاوي
يصوّر عليّاً وكأنّه رجُلٌ أجنبي ، جاء ليتفرّج على ميّت غريب ، فوجد النّاس
يكتظون عليه يدعون ويصلّون ، فأخذ بمنكب ابن عباس ، وكأنّه همس في أذنه تلك
الكلمات وانسحب ، والمفروض أن يكون علي في مقدمة النّاس وهو الذي يصلّي بهم ، ولا
يفارق عمر حتى يواريه حفرته.
ولمّا كان النّاس في عهد بني أُميّة
يتسابقون في وضع الحديث بأمر من « أمير المؤمنين » معاوية ، الذي أراد أن يرفع قدر
أبي بكر وعمر مقابل فضائل علي بن أبي طالب ، فقد جاءت أحاديث الفضائل هزيلة مُضحكة
، ومتناقضة في بعض الأحوال حسب هوى الرّاوي ، فمنهم التيمي الذي كان لا يقدّم على
أبي بكر أحداً ، ومنهم العدوي الذي لا يقدّم على عمر أحداً ، وبنو أُميّة الذين
كانوا معجبين بشخصية ابن الخطّاب الجريء على النّبي ، والفظّ الغليظ الذي لا
يتورّع من شيء ولا يهاب شيء ، فكانوا كثيراً ما يمدحونه ويضعون الأحاديث التي
تُفضّله على أبي بكر.
وإليك أيها القارئ بعض الأمثلة.
أخرج مسلم في صحيحه في كتاب فضائل
الصّحابة ، باب من فضائل عمر رضي الله تعالى عنه ، وأخرج البخاري في صحيحه من كتاب
الإيمان