فالمؤامرة ما زالت متواصلة ، وستبقى متواصلة إلى أن يشاء الله.
وأنا لست بقادر على كشفها كلّها ، أو الإحاطة بكلّ تفاصيلها وجوانبها ، ولكنّي أُحاول بجهدي المتواضع أن أُنزّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الروايات المخزية التي أُلصقتْ بحضرته ، وأُدافع عنه وعن عصمته ، وأحاول إقناع المسلمين المثقّفين والمتحرّرين بأنّ هذا الرسول الذي أرسله الله لهداية البشرية جميعاً ، وجعله قمراً وسراجاً مُنيراً هو أجلّ وأعظم وأسمى وأظهر وأنقى وأكمل إنسان خلقه الله تعالى ، فـلا يمكن لنا أن نسْكُتَ على مثل هذه الروايات التي لم يقصد من ورائها إلاّ النّيل من كرامته ، والحطّ من قيمته.
فلا ولن نرضى بهذه الروايات ، ولو اتّفق عليها أهل السنّة والجماعة ، وأخرجوها في صحاحهم ومسانيدهم ، لا بل ولو اتفق عليها أهل الأرض كافّة ، فقوله سبحانه وتعالى : ( وَإنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظِيم ) (١) هو القول الفصل والحكم الأصل ، وليس بعده إلاّ الأباطيل والأوهام.
وهذا هو قول الشيعة في سيّد الأنام ، ومنقذ البشرية من العمى والضلال ، وقائدها إلى الأمن والسّلام ، فاعتبروا يا أُولى الألباب!
يقول الإمام علي عليهالسلام : « حتّى أفضتْ كرامةُ الله سبحانه إلى محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأخرجه من أفضل المعادنِ منبتاً ، وأعزّ الأرومات مغرساً ، من الشجرة التي صدع منها أنبياءه ، وانتخبَ منها أمناءَهُ.
____________
(١) القلم : ٤.