عارضني به العامَ مرّتين ، ولا أرى الأجَلَ إلاّ قد اقتربَ ، فاتّقي الله واصبري فإنّي نعم السّلف أنا لك ، قالت : فبكيتُ بكائي الذي رأيت ، فلمّا رأى جزعي سارني الثانية قال : يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين ، أو سيّدة نساء هذه الأُمّة ».
فإذا كانت فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وهي سيّدة نساء المؤمنين ، كما ثبت ذلك عن رسول الله يُكذّبها أبو بكر في أدّعائها فدك ولا يقبل شهادتها ، فأيّ شهادة تُقبل بعدها يا تُرى؟!
أخرج البخاري في صحيحه من الجزء الرابع في كتاب بدء الخلق باب مناقب قرابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة ».
فإذا كانت فاطمة عليهاالسلام سيّدة نساء أهل الجنّة ، ومعناه أنّها سيدة نساء العالمين; لأنّ أهل الجنة ليسوا أُمّة محمّد وحدهم كما لا يخفى ، فكيف يكذّبها أبو بكر الصديق؟
ألم يدّعوا بأنّ لقب الصديق أحرزه لأنّه كان يصدّق كلّ ما يقوله صاحبه محمّد! فلماذا لم يصدّقه فيما قاله بخصوص بضعته الزهراء؟! أم أنّ الأمر لم يكن يتعلّق بفدك وبالصّدقة والنّحلة بقدر ما يتعلّق بالخلافة التي هي من حقّ علي زوج فاطمة؟! فتكذيب فاطمة وزوجها الذي شهد معها في قضية النّحلة أيسر عليه ليَقطع بذلك عليهما الطريق للمطالبة بما وراء ذلك ، إنّه مكرٌ كبير تكاد تزول منه الجبال!!