استنكر على عثمان أن يُعطيَ بني أُمية الفسقة أموال المسلمين بغير حساب.
وقامت الثورة على عثمان وكان ما كان حتّى ذُبحَ ، ومنعوا دفنه ثلاثة أيام ، وجاء من بني أُمية أربعة ليصلّوا عليه ، فمنعهم بعض الصّحابة من الصّلاة عليه ، فقال أحدهم : ادفنوه فقد صلّى الله عليه وملائكته ، فقالوا : لا والله لا يدفن في مقابر المسلمين أبداً ، فدفنوه في حش كوكب ، كانت اليهود تدفن فيه موتاهم ، فلمّا ملكت بنو أُمية أدخلوا ذلك الحش في البقيع (١).
هذه نبذة يسيرة من تاريخ الخلفاء الثلاثة : أبي بكر وعمر وعثمان ، وهي وإن كانت يسيرة لأنّنا رُمنا الاختصار وإعطاء بعض الأمثلة فقط ، ولكنّها كافية لكشف السّتار عن تلكم الفضائل المزعومة ، والمناقب المخترعة التي لا يعرفها الخلفاء الثّلاثة ، ولا حلموا بها يوماً في حياتهم.
والسّؤال الذي يُطرح هو : ما يقول أهل السنّة والجماعة في هذه الحقائق؟
والجواب عند أهل الذكر هو : إن كنتمُ تعرفونها ولا تنكرونها لأنّ صحاحكم أثبتتها على حقيقتها رغم التعتيم ، فقد أسقطتم بذلك أُسطورة الخلافة الراشدة!! وإن كنتم تنكرونها ولا تثقون في صحّتها ، فقد أسقطتم صحاحكم وكتبكم المعتبرة التي أخرجتْها ، وبذلك أسقطتم كلّ معتقداتكم!!
____________
(١) ومن شاء فليرجع إلى كتاب الفتنة ووقعة الجمل لسيف بن عمر ٨٤ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٥ : ٢٠٧ ، ١٠ : ٧ ، فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٣ : ٢٨٩ ، الطبقات الكبرى ٣ : ٧٨ ، الثقات لابن حبان ٥ : ٤٨٢ ، تاريخ مدينة دمشق ١٣ : ٢٨٨ ، ٣٠ ، ٢١٩ ، ٣٩ : ٥٢٦ ، ٤٨ : ٤٥٥ ، الإصابة ١ : ٢١٤ ، ٥٦٦ ، تاريخ المدينة لابن شيبة ١ : ١١٣.