وأخرج مسلم في صحيحه في كتاب الحجّ باب جواز التمتّع عن سعيد ابن المسيّب ، قال : اجتمع علىٌّ وعثمان رضي الله عنهما بعُسْفَانَ ، فكان عثمان ينهى عن المتعة أو العمرةِ ، فقال علىٌّ : ما تريدُ إلى أمر فعلَهُ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تنهى عنه؟ فقال عثمان : دعنا منك ، فقالَ : إنّي لا أستطيع أن أدعَكَ ، فلمّا رأَى علىٌّ ذلك أهلَّ بهما جميعاً.
نعم ، هذا هو علىٌّ بن أبي طالب سلام الله عليه ، فما كان ليدع سنّة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لقول أحد من النّاس ، والرواية الثانية تفيدنا بأنّ شجاراً دار بين علي وعثمان ، وقول عثمان لعلي : « دعنا منك » فيه ما فيه من مخالفته في كلّ شيء ، وعدم اتباعه فيما يرويه عن ابن عمّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما أنّ الرواية مبتورة إذا تقول : فقال علي : « إنّي لا أستطيع أن أدعكَ ، فلمّا رأى علي ذلك » ما هو الذي رآه علي؟ لا شك أنّ الخليفة ورغم تذكير علي له بالسنّة النبويّة أصرّ على رأيه في مخالفتها ، ومنع النّاس من التمتّع ، عند ذلك خالفه علىّ وأهلّ بهما جميعاً ، يعني الحجّ والعمرة.
( ت ) كما أنّ عثمان بن عفّان اجتهد أيضاً في أجزاء الصّلاة ، فكان لا يكبّر في السّجود ولا في الرّفع منه.
فقد روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده الجزء الرابع عن عمران بن حصين قال :
« صلّيتُ خلف علىّ صلاةً ذكرتني بصلاة صلّيتُها مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والخليفتين ، قال : فانطلقتُ فصلّيتُ معه ، فإذا هو يكبّر كلّما سجد ورفع رأسه من الركوع ، فقلت : يا أبا نجيد مَن أولّ من تركه؟ قال : عثمان ( رضي الله عنه ) حين كبّر