وحده في رواية هذا الحديث الذي يُناقض النقلَ والعقلَ ، ويعارض كتاب الله ، ولا تقبلُ شهادة فاطمة وعليّ عليهماالسلام التي توافق النقل والعقل ، ولا تتعارض مع القرآن؟!
أضف إلى ذلك بأنّ أبا بكر مهما علتْ مرتبتُه ، ومهما انتحل له مؤيدوه والمدافعون عنه من فضائل ، فإنّه لا يبلغ مكانة الزّهراء سيدة نساء العالمين ، ولا مرتبة علي بن أبي طالب الذي فضّله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على كلّ الصّحابة في المواطن كلّها ، أذكر منها على سبيل المثال يوم إعطاء الرّاية ، عندما أقرّ له النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّه يحبّ الله ورسولَه ويحبّه الله ورسولُهُ ، وتطاول لها الصّحابة كلٌّ يُرجى أن يُعطاها ، فلم يدفعها إلاّ إليه. وقال فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّ عليّاً منّي وأنا منه ، وهو وليُّ كلّ مؤمن بعدي » (١).
ومهما شكّك المتعصّبون والنّواصب في صحة هذه الأحاديث ، فلن يشكّكوا في أنّ الصّلاة على علي وفاطمة هي جزء من الصّلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا تقبل صلاة أبي بكر وعمر وعثمان والمبشّرين بالجنّة ، وكلّ
____________
(١) المصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ٥٠٤ ، مسند الطيالسي : ١١١ ، كتاب السنّة لابن أبي عاصم : ٥٥٠ ح ١١٨٧ ، وقال محقّق الكتاب الشيخ محمّد الألباني : « إسناده صحيح ، رجاله ثقات على شرط مسلم. والحديث أخرجه الترمذي ٢ : ٢٩٧ ، وابن حبان : ٢٢٠٣ ، والحاكم ٣ : ١١٠ ـ ١١١ ، وأحمد ٤ : ٤٣٧ ، من طرق اُخرى ... وقال الترمذي : حديث حسن غريب ، وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ، وأقرّه الذهبي ، وله شاهد من حديث بريدة مرفوعاً به أخرجه أحمد ٥ : ٣٥٦ ، من طريق أجلح ... وإسناده جيّد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أجلح ... وهو شيعي صدوق ».