كأنّهم لم يسمعوا كلامَ الله حيث يقول : ( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرْضِ وَلا فَسَاداً وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (١)!! بلى والله لقد سمعوها ووعوها ، ولكنّهم حليت الدنيا في أعُينهم ، وراقهم زبْرجُها » (٢).
وقال ـ أيضاً ـ سلام الله عليه فيهم : « اتّخذوا الشيطان لأمرهم ملاكاً ، واتّخذهم له أشراكاً ، فباض وفرّخ في صدورهم ، ودبّ ودرج في حجُورهم ، فنظر بأعينهم ، ونطق بألسنتهم ، فركب بهم الزّلل ، وزيّن لهم الخطل ، فعل من قد شرّكه الشيطان في سلطان ، ونطق بالباطل على لسانه » (٣).
وقال عليهالسلام في الصّحابي المشهور عمرو بن العاص : « عجباً لابن النّابغة ... لقد قال باطلا ، ونطق إثماً ، أما وشرُّ القول الكذبُ ، إنّه يقول فيكذب ، ويعد فيُخلِفُ ، ويُسْأَلُ فيُلحِفُ ، ويسأل فيْبَخلُ ، ويخونُ العهدَ ويقطَعُ الإلَّ » (٤).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « آية المنافق ثلاث : إذا حدّث كذبَ ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان » (٥).
وكلّ هذه الرّذائل وأكثر منها موجودة في عمرو بن العاص.
وقال عليهالسلام في مدح أبي ذر الغفّاري ، وذمّ عثمان ومن معه الذين أخرجوه إلى الربذة ، ونفوه إلى أن مات وحيداً :
____________
(١) القصص : ٨٣.
(٢) نهج البلاغة ١ : ٣٦ ، الخطبة ٣.
(٣) نهج البلاغة ١ : ٤٢ ، الخطبة ٧.
(٤) نهج البلاغة ١ : ٤٧ ، الخطبة ٨٤.
(٥) تحف العقول : ١٠ ، صحيح البخاري ١ : ١٤ كتاب الإيمان ، باب علامة المنافق ، صحيح مسلم ١ : ٥٦ كتاب الإيمان ، باب بيان خصال المنافق.