عشرة من اثني عشر ألف صحابي ، وهي نسبة واحد من كل ألف ومائتين!!
وإذا كانت معركة أحد في بداية الهجرة ، والنّاس لم يزالوا أقليّة وحديثي عهد بجاهلية ، فما هو عذرهم في معركة حُنين التي وقعت في آخر السنّة الثامنة للهجرة النبويّة ، ولم يبق من حياة النبىّ معهم إلاّ عامين؟! ورغم كثرة عددهم وعدّتهم فقد أطلقوا أرجلهم للرّيح ، وهربوا غير مُلتفتين إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم!!
فالقرآن الكريم يُبيّنُ بوضوح مواقفهم المتخاذلة ، وهروبهم من الزّحف في تلك المعركة بقوله :
( وَيَوْمَ حُنَيْن إذْ أعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأنزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الكَافِرِينَ ) (١).
يبيّنُ سبحانه بأنّه قد ثبَتَ رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم والذين صبروا معه على القتال بإنزال السكينة عليهم ، ثمّ أمدّهم بجنود من الملائكة يحاربون معهم ، ونصرهم على الكافرين ، فلا حاجة للمرتدّين الذين يفرّون من العدوّ خوفاً من الموت ، ويعصون بذلك ربّهم ونبيّهم ، وكلّما امتحنهم الله وجدهم فاشـلين.
ولمزيد البيان لا بُدّ لنا من استعراض الرواية التي أخرجها البخاري بخصوص انهزام الصحابة يوم حُنين :
أخرج البخاري في صحيحه من جزئه الخامس في باب قول الله تعالى :
____________
(١) التوبة : ٢٥ ـ ٢٦.