____________
العلماء : سمّيا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما ، وقيل : لثقل العمل بهما ».
وقال الحافظ الزرندي المدني : « سمّاهما ثقلين; لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما والمحافظة على رعايتهما ثقيل » نظم درر السمطين : ٢٣١.
وقال ابن الأثير : « .. إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي. سمّاهما ثقلين; لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل ، ويقال لكلّ شيء خطير نفيس : ثقل ، فسمّاهما ثقلين اعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأنهما » النهاية في غريب الحديث ١ : ٢١١ مادة ( ثقل ).
وقال ابن حجر المكّي في الصواعق : « وقد جاءت الوصية الصريحة بهم في عدّة أحاديث ، منها حديث : إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : الثقلين ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، قال الترمذي : حسن غريب .. ولم يصب ابن الجوزي في إيراده في العلل المتناهية ، كيف! وفي صحيح مسلم ، وغيره ... » الصواعق المحرقة : ٩٠.
وقال القرطبي : « قوله : وأنا تارك فيكم ثقلين يعني كتاب الله وأهل بيته ، قال ثعلب : سمّاهما ثقلين لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل ، والعرب تقول لكلّ شيء خطير نفيس : ثقل » المفهم ٦ : ٣٠٣.
فإذاً ، علماء السنّة قبل غيرهم فهموا من حديث مسلم وغيره أنّه آمر بالتمسّك بالكتاب والعترة; للروايات الأُخرى ، ولأنّه سمّاهما ثقلين ، وليست المسألة مقتصرة على التذكير بأهل البيت فقط.
وثانياً : لو سلّمنا أنّ رواية مسلم ذكّرت بأهل البيت عليهمالسلام فقط ولم تأمر بالتمسّك بهم ، ولكن بقية الروايات الواردة في غير صحيح مسلم تصرّح بلزوم التمسّك بأهل البيت وأنّهم عدل القرآن ، وهي صحيحة وثابتة ، فقد صحّحها كثير من أئمة الحديث كأحمد بن حنبل والهيثمي والحاكم والذهبي وابن كثير والترمذي