يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ المَوْتِ فَإذَا ذَهَبَ الخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِألْسِنَة حِدَاد أشِحَّةً عَلَى الخَيْرِ اُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأحْبَطَ اللّهُ أعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً ) (١).
( وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إلَيْكَ حَتَّى إذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ اُوتُوا العِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً اُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أهْوَاءَهُمْ ) (٢).
( أمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أنْ لَنْ يُخْرِجَ اللّهُ أضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لاَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ القَوْلِ وَاللّهُ يَعْلَمُ أعْمَالَكُمْ ) (٣).
( سَيَقُولُ لَكَ المُخَلَّفُونَ مِنَ الأعْرَابِ شَغَلَتْنَا أمْوَالُنَا وَأهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِألْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ... ) (٤).
فهذه الآيات البيّنات من كتاب الله المجيد ، وما بيّنته من نفاق البعض منهم الذين اندسّوا في صفوف الصّحابة المخلصين ، حتّى غابت حقيقتهم عن صاحب الرسالة نفسه لولا وحي الله.
ولكن لنا دائماً من أهل السنّة اعتراضٌ على هذا ، فهم يقولون : ما لنَا والمنافقين لعنهم الله ، والصحابة ليسوا من هؤلاء! أو إنّ هؤلاء المنافقين ليسوا من الصحابة!! وإذا ما سألتهم مَنْ هؤلاء المنافقين الذين نزلت فيهم أكثر من مائة وخمسين آية في سورتي التوبة والمنافقون وغيرهما؟ فسيجيبون : هو عبد الله بن أُبي ، بن أبي سلّول والجد بن القيس ، وبعد هذين الرجلين لا يجدون اسماً آخر!
____________
(١) الأحزاب : ١٨ ـ ١٩.
(٢) محمّد : ١٦.
(٣) محمّد : ٢٩ ـ ٣٠.
(٤) الفتح : ١١.