جاؤوا بهم إلى عائشة
فأمرتْ بقتلهم ، فذبحوهم كما يذبح الغنم ، وقيل : كانوا أربعمائة رجل يقال : إنّهم
أوّل قوم من المسلمين ضربتْ أعناقهم صبراً.
روى الشعبي ، عن مسلم بن أبي بكرة ، عن
أبيه قال : لمّا قدم طلحة والزبير البصرة ، تقلّدتُ سيفي وأنا أُريد نصرهما ،
فدخلتُ على عائشة فإذا هي تأمُرُ وتنهي وإذا الأمر أمرها ، فتذكّرت حديثاً عن رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
كنت سمعته يقول : « لن يفلح قوم تدبّر أمرهم امرأة » فانصرفت عنهم واعتزلتهم.
كما أخرج البخاري عن أبي بكرة قوله :
لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل ، لمّا بلغ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
أنّ فارساً ملّكوا ابنة كسرى قال : « لن يفلح قومٌ ولّوا أمرهم امرأة ».
ومن المواقف المُضحكة والمبكية في آن
واحد أنّ عائشة أُمّ المؤمنين تخرج من بيتها عاصية لله ولرسوله ، ثمّ تأمر
الصّحابة بالاستقرار في بيوتهم ، إنّه حقّاً أمرٌ عجيب!!
فكيف وقع ذلك يا ترى؟
روى ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج
البلاغة وغيره من المؤرّخين : إنّ عائشة كَتبتْ ـ وهي في البصرة ـ إلى زيد بن
صوحان العبدي رسالة تقول له فيها : من عائشة أُمّ المؤمنين بنت أبي بكر الصدّيق
زوجة
____________