يقص لنا سفر أعمال الرسل ، أنه نتيجة للتبشير الذي قام به الرسل ، آمن بالمسيح ( عليه السلام ) عدد كثير من الوثنين على يد بطرس وبولس وبرنابا ، دون أن يمروا بالديانة اليهودية ، فكانوا ذوي غلف ( أي غير مختونين ) ( أعمال الرسل : ١١ : ٢ ).
وفي انطاكية جرى خلاف وجدال شديد بين بولس وبرنابا من جهة وبين المؤمنين بالمسيحية من اليهود ، إذ أخذوا يعلمون المؤمنين الجدد بأن لا خلاص لكم إلا إذا اختتنتم على شريعة موسى ( أعمال الرسل : ١٥ : ١ ـ ٢ ) وبولس يعارضهم في ذلك ، وانبرى يدافع عن حرية الوثنين والمهتدين تجاه الأوامر التي تأمر بها الكنيسة (١).
فأجمعوا أن يراجعوا الرسل في أورشليم و والشيوخ في هذه المسألة ، فلما وصلوا إلى أورشليم ، أخبروهم بالمسألة فقام بعض المؤمنين الذين كانوا قبلا على مذهب الفريسيين وقالوا يجب أن يختتن غير اليهود ويعملوا بشريعة موسى ( أعمال الرسل : ١٥ : ٥ ).
فأجتمع الرسل والشيوخ للنظر في هذه المسألة وبعد جدال طويل ، قام بطرس وقال لهم أيها الإخوة تعرفون أن الله اختارني من بينكم من زمن بعيد ... فلماذا تجربون الله الآن بأن تضعوا على رقاب التلاميذ نيرا عجز آباؤنا وعجزنا نحن عن حمله ( أعمال الرسل : ١٥ : ٧ ـ ١١ ).
__________________
(١) معجم اللاهوت الكتابي : ٤٤٦.