له ولعقبه ، وتكون لكما الحجّة على عليّ وبني هاشم إذا كان العباس معكم ، فانطلقت مع عمر وأبي عبيدة والمغيرة حتى دخلنا على العباس فحمدت الله وأثنيت عليه ثمّ قلت :
إنّ الله بعث محمّداً نبياً وللمؤمنين ولياً ، فمّن الله تعالى بمقامه بين أظهرنا حتى اختار له الله ما عنده ، فخلى على الناس أمرهم ليختاروا لأنفسهم في مصلحتهم متّفقين غير مختلفين ، فاختاروني عليهم وليّاً ولأمورهم راعياً ، وما أخاف بعون الله وهناً ولا حيرة ولا جبناً وما توفيقي إلاّ باللّه عليه توكّلت وإليه أنيب ، وما أزال يبلغني عن طاعن يطعن بخلاف ما أجمعت عليه عامة المسلمين ويتخذوكم لجأ فتكونوا حصنه المنيع ، فإمّا دخلتم فيما دخل فيه العامة أو دفعتموهم عمّا قالوا إليه ، وقد جئناك ونحن نريد أن نجعل لك في هذا الأمر نصيباً يكون لك ولعقبك من بعدك ، إذ كنت عمّ رسول اللّه ، وإن كان الناس قد رأوا مكانك ومكان أصحابك فعدلوا الأمر عنكم ، وعلى رسلكم يا بني عبد المطلب فإنّ رسول الله منا ومنكم.
ثمّ قال عمر : أي والله ، وأُخرى أنا لم نأتكم حاجة منّا إليكم ، ولكن كرهنا أن يكون الطعن منكم فيما أجمع عليه العامة فيتفاقم الخطب بكم وبهم ، فانظروا لأنفسكم وعامتكم.
ولكن كان ردّ العباس حاسماً ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال :
إنّ الله بعث محمّداً كما زعمت نبياً ، وللمؤمنين ولياً ، فمّن الله