ثالثاً
: المثل الأعلى المطلق ليس جزء من الانسان بل هو منفصل عنه وهذا ما يستوجب قيام
صلة موضوعية بين ( الله ) و ( الانسان ) وهذه الصلة تحقق بدور النبوة ( فالنبي هو
ذلك الإنسان الذي يركب بين الشرط الأول والشرط الثاني بأمر الله سبحانه وتعالى بين
رؤية ايديولوجية واضحة للمثل الأعلى وطاقة روحية مستمدة من الايمان بيوم القيامة
يركب بين هذين العنصرين ثم يجسّد بدور النبوة الصلة بين المثل الأعلى والبشرية
ليحمل هذا المركب إلى البشرية بشيراً ونذيراً .. ) .
رابعاً
: ضمان استمرارية تبني الأمة للمثل الأعلى المطلق وعدم خضوعها وانهزامها أمام
القوى التحريفية والقوى الطاغوتية التي تحاول جاهدة صرف الأمة عن مثلها الأعلى نحو
مثل منخفضة ولذلك لابد للمجتمع أن يخوض معركة ضد الآلهة المصطنعة ( ولابد من قيادة
تتبنى هذه المعركة وهذه القيادة هي الإمامة ، الإمام هو القائد الذي يتولى هذه
المعركة .. ودور الامامة يندمج مع دور النبوة ولكنه يمتد حتى بعد النبي إذ ترك
النبي الساحة وبعد لا تزال المعركة قائمة ولا تزال الرسالة بحاجة إلى مواصلة هذه
المعركة من أجل القضاء على تلك الآلهة حينئذ يمتد دور الإمامة بعد انتهاء النبي ) ، فالأصول الاعتقادية في ضوء هذا
التحليل ( لشرائط تبني المثل الأعلى المطلق ) تأخذ موقعها الطبيعي وتسلسلها
__________________