عمليات النمو هذه إلاّ دور الصلاحية والتهيؤ والامكان دو الصالح والمتهيء لتقبل الدرس من مربيه فتبارك الله رب العالمين ) (١).
كصيغة ثانية لهذا الدليل الفلسفي يمكن اعتبار فصل ( المادة والله ) في كتاب فلسفتنا وجهاً آخر للدليل حيث اثبت باقر الصدر أن المادة صفة عرضية زائلة في ضوء البحوث العلمية ولا يستند إليها الكون في وجوده ولا تستطيع أن تفسر لنا هذا العالم ولذلك لا يمكن أن تكون هي العلة الواضحة التي هي المرد والأساس والباعث للكون والعالم لأنها لا تمتلك الأصالة بل هي عرض زائل.
ثانياً : التوحيد والمثل الأعلى المطلق
نظرة جديدة تلك التي يطرحا باقر الصدر عبر مفهوم ( المثل الأعلى المطلق ) فالمجتمع والفرد سواء بسواء يتشخص سيرهما ومعالم هذا السير من خلال اختيار المثل الأعلى ( فبقدر ما يكون المثل للجماعة البشرية صالحاً وعالياً وممتداً تكون الغايات صالحة وممتدة وبقدر ما يكون هذا المثل الأعلى محدوداً أو منخفضاً تكون الغايات المنبثقة عنه محدودة ومنخفضة أيضاً ) (٢). فالمثل الأعلى هو محور أي حركة تاريخية لأنه يحدد غاياتها وأهدافها وبدورها هذه الأهداف هي التي ترسم حدود الانشطة والحركات ضمن مسار ذلك المثل الأعلى.
__________________
١ ـ م. ن ، ص ٥٢.
٢ ـ محمد باقر الصدر ، المدرسة القرآنية ، م. س ، ص ١٤٥.