حسبي الآن ما ذكرت من نماذج حكم ابن عباس رضياللهعنه وكلماته القصار ، فإنّ إستيعاب ما وقفت عليه سابقاً وانتقيته ، لا يسعني فعلاً تذكره لبعثرة الأوراق ، وقد مرّت عليها السنون العجاف ، وحتى تلك الشذرات اللطاف التي أشرت إليها على ظهر كلّ كتاب أجدها فيه ، فهي لكثرتها يستغرق جمعها وقتاً طويلاً ، لا تسمح به سنّي العمر وقد أذنت شمسه بالغروب ، وستبقى رهينة حبسها حتى يقيّض الله تعالى لها من يبعثها فيفك اسارها ، وينشر آثارها.
أمّا الآن فأختتم بما ذكرت الجزء الخامس من الحلقة الثانية من موسوعة عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن رضياللهعنه ، وبه أيضاً يكون ختام الحلقة الثانية من الموسوعة.
وإنّي أبقى معترفاً بالقصور وبالتقصير إزاء حبر الأمّة رضياللهعنه وأرضاه ، فلم أبلغ ما كنت أتمناه من استيفاء بحث جميع الجوانب المضيئة من علومه وآثاره ، وما أكثرها وأظهرها.