كما رواها المعلم بطرس البستاني ( ت ١٣٠١ هـ ـ١٨٨٣ م ) في ( دائرة المعارف ) (١) ، وفي روايته أيضاً بعض التفاوت ، فأنا أذكر الخبر مرتباً منها جميعاً :
قالوا : ( كتب قيصر ملك الروم إلى معاوية :
سلام عليك ، أمّا بعد ، فأنبأني بأحبّ كلمة إلى الله عزوجل؟ وثانية وثالثة ورابعة وخامسة؟ ومَن أكرم عباده عليه؟ ومَن أكرم إمائه عليه؟ وعن أربعة أشياء فيهم الروح لم يركضوا في رحم؟ وبقبر يسير بصاحبه؟ وبمكان لم تصبه الشمس إلاّ مرة؟ وبالمجرّة وما موضعها من السماء؟ وبقوس قزح وما بدء أمره؟
قال ابن قتيبة والبسوي : فلمّا قرأ كتابه قال : اللّهمّ ألعنه ما أدري ( ما يدريني ) ما هذا.
وفي لفظ البستاني : ( قال معاوية : أخزاه الله وما علمي بما هنا. فقيل له اكتب إلى ابن عباس ، فكتب إليه بذلك ).
فكتب إليه ابن عباس : إنّ أفضل الكلام لا إله إلاّ الله كلمة الإخلاص لا يقبل عمل إلاّ بها وهي المنجية ، فإذا قالها العبد يقول الله عزوجل : أخلص عبدي.
والثانية التي تليها : سبحان الله وبحمده ، صلاة الخلق ( الحقّ ) ، فإذا قال سبحان الله ، قال : عبدني عبدي.
والثالثة التي تليها : كلمة الشكر ، فإذا قال الحمد لله ، قال : شكرني عبدي.
والرابعة التي تليها : الله أكبر ، فواتح الصلوات والركوع والسجود ، فإذا قال الله أكبر ، قال : صدق عبدي أنا أكبر.
____________
١ ـ دائرة المعارف ١ / ٥٨٤.