قال : وما أنت قائل إن أنصفتني؟
قال : أصعدُ المنبرَ فأحمد الله وأُثني
عليه وأُصلّي على نبيّه محمّد ، ثمّ أقول : أيّها الناس إنّ أمير المؤمنين معاوية
أمرني أن العنَ عليّاً ألا وإنّ معاوية وعليّاً إقتتلا فاختلفَا ، فادّعى كلّ واحد
منهما أنه مبغيٌّ عليه وعلى فئَته ، فإذا دعوت فأمّنوا رحمكم الله ثمّ أقول : ( اللهمّ
العن أنت وملائكتك وأنبياؤك وجميع خلقك الباغيَ منهما على صاحبه ، والعَن الفئة
الباغية ، اللهمّ العنهم لعناً كثيراً ) ، أمّنوا رحمكم الله. يا معاوية لا أزيد
على هذا ولا أنقص حرفاً ولو كان فيه ذهاب روحي.
فقال معاوية : إذاً نعفيك يا أبا بحر.
وقال معاوية لعقيل بن أبي طالب : إنّ
عليّاً قد قطعك وأنا وصلتُك ولا يرضيني منك إلاّ أن تلعنه على المنبر.
قال : أفعل.
فصعدَ المنبر ، ثمّ قال بعد أن حمد الله
وأَثني عليه وصلّى على نبيّه : أيّها النّاس إن معاوية بن أبي سفيان قد أمرني أن
ألعن عليّ بن أبي طالب فالعنوه ، فعليه لعنة الله. ثمّ نزل.
فقال له معاوية : إنّك لم تبيّن من
لعنتَ منهما بيّنه.
فقال : والله لا زدت حرفاً ولا نقصت
حرفاً ، والكلام إلى نيّة المتكلّم ... اهـ ).
أقول
: ليس عجيباً أن تنطليَ مغالطةٌ ما على
أهل حيّ أو قرية ، لكن
____________