والصحيح منها يحمل على التأويل لا التنـزيل.
وممن تصدّى لهذه الحركة التضليلية محمّد بن بابويه القمي الملقّب بالصدوق صاحب كتاب من لا يحضره الفقيه ، أحد كتب الحديث الأربعة المعتمدة عند الشيعة ، والسيد الشريف المرتضى ، وتلميذه الشيخ الطوسي صاحب كتاب التبيان وكتابين من كتب الحديث الأربعة ، وشيخ المفسرين أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي.
ومما ذكره السيد المرتضى ونقله الطبرسي في تفسيره قوله : " القرآن معجزة النبوّة ، ومأخذ العلوم الشرعية ، والأحكام الدينية ، وعلماء المسلمين قد بالغوا في حفظه وحمايته الغاية ، حتّى عرفوا كلّ شيء اختلف فيه من إعرابه ، وقراءته ، وحروفه ، وآياته ، فكيف يجوز أن يكون مغيراً أو منقوصاً مع العناية الصادقة والضبط الشديد.
وذكر أيضاً " أنّ القرآن كان على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مجموعاً مؤلفاً على ما هو عليه الآن. واستدلّ على ذلك بأنّ القرآن كان يدرس ويحفظ جميعه في ذلك الزمان حتّى عيّن على جماعة من الصحابة في حفظهم له ، وأنّه كان يعرض على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويتلى عليه ، وأنّ جماعة من الصحابة ، مثل عبد الله بن مسعود ، وأُبي بن كعب ، وغيرهما ، ختموا القرآن على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عدّة ختمات.