ثُمَّ
إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ )
. قال
الطبرسي : وفي رواية سعيد بن جبير عنه [ ابن عباس ] أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
كان يعاجل من التنـزيل شدّة وكان يشتدّ عليه حفظه فكان يحرّك لسانه وشفتيه قبل فراغ جبريل من قراءة الوحي فقال سبحانه ( لَا تُحَرِّكْ بِهِ ) أي : بالوحي أو القرآن ( لِسَانَكَ ) يعني بالقراءة ( لِتَعْجَلَ
بِهِ )
، أي : لتأخذه : ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ ) في صدرك حتى تحفظه .
المعنى الثاني : جمع القرآن بمعنى
كتابته في مصحف واحد. وإذا أريد بالجمع هذا المعنى ، أي : جمع القرآن كلّه بين دفّتي مصحف واحد ، فاختلف العلماء فيه إلى قولين :
القول الأوّل : إنّ القرآن قد اكتمل
جمعه في مصحف واحد منذ عصر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وأنّ نفراً من الصحابة ، وهم : علي بن أبي طالب ، ومعاذ بن جبل ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأبي بن كعب ، وعبد الله بن مسعود قد جمعوا القرآن كلّه في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
القول الثاني : إنّ القرآن لم يجمع في
مصحف واحد في عهده صلىاللهعليهوآلهوسلم
وإنّما بعد وفاته.
______________________