إنّ الملك الذي عثر
عليهم كان مؤمناً .
وأيّاً كان القائل فالمسجد إنّما يُتّخذ
ليؤتىٰ علىٰ الدوام ، ينتابه الناس ، سواء المعاصرون منهم لقصّته أو الأجيال اللاحقة.. وبهذا أصبحت مراقد أصحاب الكهف مزاراً يقصده الناس للزيارة ، بل أقاموا عليه مسجداً يذكرون اسم الله فيه.
ولعل مراقد هؤلاء الفتية المؤمنين ، أصحاب
الكهف ، هي المثال الأسبق تاريخاً في ما ذكره القرآن الكريم لاحترام مراقد الأولياء وتعاهدها بالزيارة ، بل إقامة المسجد عندها كما هو صريح القرآن الكريم.
٢ ـ قوله
تعالىٰ في النهي عن القيام عند قبور المنافقين ( وَلَا تُصَلِّ
عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ) .
لا خلاف في أنّ المراد بالصلاة هنا هو
خصوص الصلاة علىٰ الميت ، يدل عليه السياق وسبب النزول ، أمّا موضع الاستدلال لدينا علىٰ المطلوب فهو قوله تعالىٰ : ( وَلَا تَقُمْ
عَلَىٰ قَبْرِهِ ) فقد
ذهب كثير من المفسرين إلىٰ أنّ المراد يتجاوز الوقوف عنده وقت الدفن ، إلىٰ عموم الأوقات.
قال البيضاوي ، والآلوسي ، والبروسوي : المراد
لا تقف عند قبره للدفن أو للزيارة .
فإذا كان هذا النهي قد ورد في شأن من
مات علىٰ الكفر ، كما هو في ذيل الآية
_________________________________