فقال : يا رسول الله
، استسق الله لأُمّتك ، فإنّهم قد هلكوا.
فأتاه رسول الله في المنام ، فقال : « أئتِ عمر فأقرئه
السلام ، وأخبره أنّهم مُسْقَون ، وقل له : عليك الكَيس ، الكَيس »
فأتىٰ الرجل عمر فأخبره .
وهذا وحده ـ بعد أن أقرّه ابن تيمية ـ كافٍ
في دفع شبهته ، وفي ردِّ احتجاجه بتوسُّل عمر بالعبّاس علىٰ نفي جواز التوسُّل بدعاء الميِّت ، ثمَّ بالميِّت
نفسه.
ـ
وأخرج السبكي من حديث عائشة ؛ أنّه أصاب المدينة قحطٌ ، فقالت : انظروا قبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
فاجعلوا منه كوىٰ إلىٰ السماء حتىٰ لا يكون بينه وبين السماء سقف.
ففعلوا ، فمُطروا حتىٰ نبت العشب
، وسمن الإبل حتىٰ تفتَّقت من الشحم ، فسمِّي ذلك العام : ( عام الفتق ) .
وبهذا ، بل ببعضه ثبتت صحة التوسُّل
بدعاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
بعد موته.
الدرجة
الثالثة :
التوسُّل بالجاه والحرمة..
قال ابن تيمية : لم يبلغني عن أحدٍ من
العلماء في ذلك ما أحكيه ، إلّا ما رأيت في فتاوىٰ الفقيه أبي محمد بن عبدالسلام ، فإنّه أفتى أنّه لا يجوز لأحدٍ أن
يفعل ذلك إلّا للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، إن صحَّ الحديث في النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
! قال : ومعنىٰ الاستسفتاء : قد روىٰ النسائي والترمذي وغيرها أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
علَّم بعض أصحابه أن يدعو فيقول :
_________________________________