بل قد جاء في الحديث الشريف الحثُّ
علىٰ التوسُّل بدعاء بعض المؤمنين بأعيانهم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «
إنّ رجلاً من أهل اليمن يقدم عليكم.. يقال له أُوَيس ، فمن لقيه منكم فليأمره فليستغفر لكم »
.
وقصة عمر بن الخطاب في طلب أُوَيس
القرني والتماس دعوته مشهورة .
في ترجمة أُوَيس ، قال الذهبي بعد أن
ذكر عدّة أحاديث في التماس عمر دعاءه ، قال : نادىٰ عمر بمنىً علىٰ المنبر : يا أهل قَرَن.. فقام مشايخ ، فقال
لهم عمر : أفيكم من اسمه أُوَيس ؟
فقال شيخ : يا أمير المؤمنين ذاك مجنون
يسكن القفار ، لا يألَف ، ولا يؤلَف.
قال : ذاك الذي أعنيه ، فإذا عدتم
فاطلبوه ، وبلّغوه سلامي وسلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال : فقال أُوَيس ـ لمّا بلغه ذلك ـ : عَرَّفني
، وشهَّر باسمي ؟! اللّهم صلِّ علىٰ محمّدٍ وعلىٰ آله ، السلام علىٰ رسول الله ، ثم هام علىٰ وجهه ،
فلم يُوقَف له بعد ذلك علىٰ أثر دهراً ، ثمَّ عاد في أيّام علي عليهالسلام
، فاستشهد معه بصفّين ، فنظروا فإذا عليه نيّف وأربعون جراحة .
وكل هذا صريح في التوسُّل بدعاء المؤمن
، فهو مرتبة من مراتب التوسُّل.
وأشرف المؤمنين علىٰ الإطلاق هو
سيد البشر أجمعين محمّد المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وقد أمر الله تعالىٰ بالتماس دعوته وإتيانه لطلب دعائه
_________________________________