قومه وسبى نساءهم ،
وتزوّج بامرأة مالك من ليلة قتله ، في قضية معروفة مفصّلة في كتب التاريخ ، تعدّ
من أكبر ما طعن به أبو بكر بعد تصدّيه للأمر.
وحينما قتل خالد بن الوليد مالك بن نويرة
وتزوج امرأته ، بلغ ذلك عمر بن الخطاب ، فتكلم في خالد عند أبي بكر فأكثر وقال : (
عدو الله عدا على أمرئ مسلم فقتله ، ثم نزا على امرأته ) ! وحينما عاد خالد قام
إليه عمر وقال : ( قتلت أمرءاً مسلماً ، ثم نزوت على امرأته ، والله لأرجمنك
بأحجارك ) .
وفي معركة اليرموك كان أبو سفيان ومشيخة
من قريش على تلٍّ لايقاتلون ، فإذا كانت الكرّة للروم ، قالوا : ( إيهٍ بني الأصفر
) ! وإذا كانت الكرّة للمسلمين ، قالوا : ( ويح بني الأصفر ) ! فلما هزم الله
تعالى الروم سمع الزبير بما كانوا يقولون ، فقال : ( أبوا إلاّ ضغناً ، لنحن خير
لهم من الروم ) .
وعند قرب وفاة أبي بكر دخل عليه
عبدالرحمن بن عوف ، فقال له أبوبكر : ( إنّي وليت أمركم خيرّكم في نفسي ، فكلكم
ورم أنفه من ذلك ، يريد أن يكون الأمر له دونه ، ورأيتم الدنيا قد أقبلت .. وأنتم
أول ضالّ بالناس غداً ، فتصدوهم عن الطريق يميناً وشمالاً ... ) .
وقال أبو بكر أيضاً : ( فأمّا الثلاث
اللاتي وددت أنّي تركتهنَّ ، فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء ، وإن كانوا قد
غلّقوه على الحرب ...
__________________