آيات المدح والثناء
ذكر غير واحد من المؤلفين آياتٍ من القرآن الكريم للاستدلال على أنّ الله قد أثنى في كتابه على الصحابة بنحو العموم :
الآية الأولى : قال تعالى : ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ ... ) (١).
قالوا : نزلت هذه الآية في المهاجرين من مكّة إلى المدينة كما ورد عن عبدالله بن عباس أنّه قال : ( هم الذين هاجروا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من مكّة إلى المدينة ) (٢).
وعن عكرمة ومقاتل : ( نزلت في ابن مسعود واُبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة ، وذلك أنّ مالك بن الصيف ووهب بن يهوذا اليهوديين قالا لهم : إنَّ ديننا خير مما تدعوننا إليه ونحن خير وأفضل منكم فأنزل الله تعالى هذه الآية ... ) (٣).
لكن قول ابن عباس لو ثبت مقيّد بما أشرنا إليه ، فلا يكون المراد عموم المهاجرين الشامل للذين في قلوبهم مرض قطعاً.
كما أنّ قول عكرمة وأمثاله ليس بحجة.
__________________
(١) سورة آل عمران ٣ : ١١٠.
(٢) تفسير القرآن العظيم ، لابن كثير ١ : ٣٩٩. والدر المنثور ، للسيوطي ٢ : ٢٩٣. وبنحوه في الجامع لاحكام القرآن ، للقرطبي ٤ : ١٧٠.
(٣) أسباب نزول القرآن ، للواحدي : ١٢١.