ظهورهما
، وأحيا ما أمات القرآن ، واتبع كل منهما هواه بغير هدى من الله ، فحكما بغير حجة
بينة ولا سُنة ماضية ، واختلفا في حكمهما وكلاهما لم يرشد ، فبرئ الله منهما
ورسوله وصالح المؤمنين » .
وحول الحكمين قال عبدالله بن عمر : ( انظروا
إلى ما صار أمر هذه الاُمّة ، إلى رجل لا يبالي ما صنع ، وآخر ضعيفاً ) .
ولم يكتف معاوية بالبغي على إمام زمانه
وقتل في هذا البغي آلاف المسلمين وخيرة الصحابة ، بل استمر في بغيه بالاعتداء على
الأبرياء الذين يوالون الإمام عليّ عليهالسلام
باعتباره الخليفة الشرعي ، وكان يبعث الغارات على المدن التابعة للدولة الإسلامية
التي يحكمها الإمام علي عليهالسلام
فبعث بسر بن أرطأة ـ وهو من الصحابة ـ في ثلاثة آلاف إلى الحجاز وإلى المدينة
فدخلها فخطب في الناس وهدّدهم وقال : ( والله ما لكم عندي من أمان ولا مبايعة حتى
تأتوني بجابر بن عبدالله ) فلما سمع الصحابي جابر ابن عبدالله انطلق إلى أُم
المؤمنين أم سلمة وقال لها : ( ماذا ترين ؟ انّي قد خشيت أن أُقتل ، وهذه بيعة
ضلالة ) ، وكان ذلك الجيش يقتل ( من أبى أن يقرّ بالحكومة ) .
ثم مضى بسر بن أرطأة إلى اليمن فقتل
جماعة من أهلها ، ومنهم طفلان صغيران لعبيد الله بن العباس .
__________________