٦٨٠ ـ ( ١٦٣٥٣ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرنا ابن طاووس ، عن أبيه : أنّه كان يقول : لا يجوز لمن كان له مال قليل وورثته كثير ، أن يوصي بثلث ماله ، قال : وسئل ابن عباس عن ثمان مئة درهم ، فقال : قليل ذلك.
فقلت لابن طاووس : فكان سمى حينئذ شيئاً؟ قال : لا يصلح ، كان أبي يصلح بينهم ) (١).
٦٨١ ـ ( ١٦٤٢١ ـ عبد الرزاق ، عن إبراهيم بن أبي يحيى ، عن الحجاج بن
____________________
عن سعد بن أبي وقاص ، وأبي بكرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من ادّعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنّه غير أبيه ، حرّم الله عليه الجنّة ) ، قال عاصم : فقلت لأبي عثمان : لقد شهد عندك رجلان حسبك بهما.
أقول : فلتقرّ أعين النواصب في بعض رجالهم الذين شيبت أنسابهم حتى تعايروا وتغايروا فيما بينهم طعناً في الأنساب. كقول معاوية لسعد بن أبي وقاص : يأبى عليك بنو عذرة ، وبهذا قد غمزه في نسبه لأنّه لم يسلّم عليه بإمرة المؤمنين ، بل قال : السلام عليك أيّها الملك ، فقال معاوية : فهلا غير ذلك ، أنتم المؤمنون وأنا أميركم ، فقال سعد : نعم إن كنّا أمّرناك ، فقال معاوية : لا يبلغني أنّ أحداّ يقول : إنّ سعداً ليس من قريش إلا فعلت به وفعلت. ( أخرجه عبد الرزاق في المصنف ١٠ / ٣٩١ ).
وخلّ عنك نسب معاوية الذي كان يعزى إلي أربعة. ( كما في ربيع الأبرار للزمخشري / ٥٥١ ).
وليس نسب عمرو بن العاص في سفالة العزو دون ذلك حتى قيل له له ابن النابغة ـ وهي أمّه وكانت من ذوات الرايات ـ.
وأمّا نسب زياد بن سمية ، ابن أبيه ، فهو أشهر من أن يخفى ، وكان نسبته إلى أبي سفيان أحدى بوائق معاوية كما قال الحسن البصري ، وعبّر عنها الجاحظ بقوله كفرة. ( راجع كتاب عليّ إمام البررة ٣ / ٣٦٦ ).
إلى غير هؤلاء ممن شوّهوا تاريخ المسلمين بأفعالهم وأقوالهم ، كما شاهت وجوههم بأحسابهم وأنسابهم ، وما زال النواصب يتابعونهم ويدافعون عنهم.
(١) المصنف ٩ / ٦٣.