قضى حاجته ثم مضى؟ قال : كذلك أنزلت الآية يا عاصم. قال : فخرج سامعاً مطيعاً. فلم يصل إلى منزله حتى استقبله هلال بن أمية يسترجع ، فقال : ما وراءك؟ قال : شر ، وجدت شريك بن سحما على بطن امرأتي خولة! فرجع إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره هلال بالذي كان. فبعث إليها فقال : ما يقول زوجك؟ فقالت : يا رسول الله! إنّ ابن سحما كان يأتينا فينزل بنا ، فيتعلم الشئ من القرآن ، فربما تركه عندي وخرج زوجي فلا أدري أدركته الغيرة ، أم بخل علي بالطعام. فأنزل الله آية اللعان : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ ...) الآيات ».
وفي رواية عكرمة ، عن ابن عباس : « قال سعد بن عبادة : لو أتيت لكاع وقد يفخذها رجل ، لم يكن لي أن أهيجه حتى آتي بأربعة شهداء ، فو الله ما كنت لآتي بأربعة شهداء حتى يفرغ من حاجته ، ويذهب. وإن قلت ما رأيت فإن في ظهري لثمانين جلدة. فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : يا معشر الأنصار! ما تسمعون إلى ما قال سيدكم؟ فقالوا : لا تلمه ، فإنّه رجل غيور ، ما تزوج امرأة قط إلاّ بكراً ، ولا طلق امرأة له فاجترى رجل منا أن يتزوجها. فقال سعد بن عبادة : يا رسول الله! بأبي أنت وأمي ، والله إنّي لأعرف إنّها من الله ، وإنّها حق ، ولكن عجبت من ذلك لما أخبرتك. فقال : فإنّ الله يأبى إلاّ ذاك. فقال : صدق الله ورسوله. فلم يلبثوا إلاّ يسيرا حتى جاء ابن عم له يقال له هلال بن أمية من حديقة له ، قد رأى رجلاً مع امرأته. فلمّا أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : إنّي جئت أهلي عشاء ،