بعض العلماء إليه ، وظاهر
هذا الحديث حيث ذكر صلىاللهعليهوآلهوسلم
انّها أشدّ من الزنا يدلّ على انّها من أكبر الكبائر ، وأكثر شياعاً من سائر
الذنوب.
لأنّ الصفات الذميمة التي تسبب الغيبة
كالحسد والحقد والعداوة توجد في أكثر الخلق على وجه كامل ، ولا تختص بالشيخ والشاب
والجاهل والعالم والشريف والوضيع ، لأنّ لكلّ شخص عدوّ أو منافسة أو اتحاد مهنةٍ ،
والمانع والحاجز الموجود في سائر الذنوب مفقود في الغيبة.
لأنّ الحاجز من ارتكاب الذنوب عند أكثر
الناس أمّا القبح العرفي أو عدم القدرة ، ولقد ذهبت قباحة هذا الذنب بالكلّية بل
انّ جزءاً من كمال الانسان في هذا الزمان أن يكون لبقاً يسرد الكلام جيداً ، وله
القدرة على الاغتياب بشكل جيد.
وقد عمل الشيطان خدعه وأحابيله لتجويز
الغيبة ، فتجد أنّ أهل العلم يغتابون مثلاً وذلك بالتلبس بلباس النصيحة والشفقة
وكمال المحبة والتدين والخوف من الله.
ولا يحتاج هذا الذنب إلى القدرة أيضاً
لأنّه لا يحتاج إلى دينار أو درهم أو معين أو آلة ، والتكلّم في غاية السهولة ، فلذا
أصبح أكثر شياعاً من سائر الذنوب ، مع انّ التهديد والتحذير فيه أكثر من سائر
الذنوب ، كما قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَأ
الَّذِينَ آمَنُوا اجتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ اِنَّ بَعضَ الظَّنِّ اِثمٌ
وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغتَب بَّعضُكُم بَعضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ
لَحمَ أَخِيه مَيتاً فَكَرِهتُموهُ وَاتَّقُوا اللهِ اِنَّ اللهَ تَوّابٌ رَّحِيمٌ
) .
روي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليهالسلام انّه قال : من قال في مؤمن ما رأته
عيناه وسمعته أذناه فهو من الذين قال الله عزّوجلّ : ( اِنَّ الَّذِينَ
يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ
__________________