وقولنا : أن يكون العيب فيه ، لاخراج البهتان ، لأن المشهور بناين الغيبة والبهتان وان كان البهتان أسوء ، فالغيبة ذكر عيب في الشخص ، والبهتان اثتات عيب له مع عدم وجوده ، كما روي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال : الغيبة أن تقول في اخيك ما ستره الله عليه ... والبهتان أن تقول فيه ما ليس فيه (١).
وقد تطلق الغيبة على معنى يشمل البهتان أيضا ، كما روي بسند معتبر عن داود بن سرحان أنه قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن الغيبة ، قال : هو أن تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل ، وتثبت عليه أمرا قد ستره الله عليه لم يقم عليه فيه حدّ (٢).
وقيدنا كون ذلك الأمر عيبا بحسب العرف لأننا ذكرنا كملا لشخص وساءه لم يكن غيبة ، كما لو قلنا أن فلان يصلي الليل وساءه ، لكن أذا ساءه ذكر أيّ نحو من العيوب سواء في خلقه أو خلقه أو أعماله أو نسبه كان غيبة ، الاّ العيوب الظاهرة وسوف نذكرها.
وظهر من التعريف أن الغيبة لا تختص بالقول الصريح بل تشمل حتى الكناية بأن يذكر شخص فيقول الانسان : الحمد لله حيث لم أبتل بحبّ الرئاسة ، وغرضه الكناية على ذلك الشخص المبتلى ، أو يقول : عافانا الله واياه من حب الدنيا وغرضه اثبات هذا العيب لذلك الشخص ويشرك نفسه لدفع المظنة ، وأمثال هذه الكلمات من التلبيسات الشائعة في الغيبة حيث يظهر الانسان عيوب الغير على وجه أتم وأكمل في طيّ الحمد والثناء واظهار الانكسار والتواضع والنصيحة للناس.
__________________
١ ـ الكافي ٢ : ٣٥٨ ح ٧ باب الغيبة ـ عنه البحار ٧٥ : ٢٤٦ ح باب ٦٦.
٢ ـ الكافي ٢ : ٣٥٧ ح ٣ باب الغيبة ـ عنه البحار ٧٥ : ٢٤٠ ح ٣ باب ٦٦.