وظهرت أسباب وعلائم الاجابة ترفع يديك من قبل رأسك أو تقدمها من امامك كأنّه اعطيت حاجتك ، فترفع يدك لتأخذها.
عزيزي انظر إلى الله تعالى من ذلك الجلال والعظمة والاستغناء كيف يعامل سائلي احسانه ، وأيّ جسارات أجاز لهم ، كيف قرّب نفسه إليهم مع رفعة شأنه ، فدعاهم بهذه الوسائل إلى معرفته.
وانظر إلى العباد مع غاية احتياجهم ودناءتهم بأيّ نحو من الاستغناء يتعاملون مع ربّهم ويسلكون معه ، ويولّون عن هكذا ربّ كريم دائم الاحسان للصالحين والطالحين ، ويتوجهون إلى الممكنات العاجزة اللئيمة ، فيحرمون أنفسهم من رحمة الله تعالى.
التاسع : اعلم انّ الذي تكون له حاجة عند عظيم ، يتملق أوّلاً لخدّام وحرس ذلك الشخص كي يسهل الدخول إلى مجلسه وتقضى حاجته سريعاً ، وحجّاب وحرّاس باب ملك الملوك الفقراء والمساكين ، فليتصدّق قبل طلب الحوائج كي تقضى سريعاً.
وكما انّه يعطي الرشوة إلى الحجّاب إذا أراد حاجة من السلطان ، كذلك فليتصدّق إذا طلب حاجة من الله سواء أكانت قليلة أم كثيرة.
العاشرة : انّ من كانت له حاجة قد يجعل عند الكرماء حاجة غيره وسيلة لحاجته ، بأن يقدّم حاجة الغير حتى يستحسنه ذلك الكريم بأنّه يهتمّ بأمور غيره أكثر من امور نفسه ، وهذا يوجب سرعة اجابة حاجته ، أو انّه يطلب لغيره ما يريده لنفسه حتى يعلم الكريم انّه مع احتياجه إلى ذلك الشيء يطلبه لغيره ، فيجيبها لذلك على وجه كامل.