الفتحة الممالة حاصل أيضا بعد الالف الممالة وان لم تكن الامالة بسبب الهاء ولا يلزم ذلك على مذهب مكى وأصحابه لأن الامالة عندهم لا تكون فى الهاء كما قدمنا والله أعلم
خاتمة
قوله تعالى : ( آنِيَةٍ ) فى سورة الغاشية يميل منها هشام فتحة الهمزة والألف بعدها خاصة ويفتح الياء والهاء. والكسائى من طرقنا يعكس ذلك فيميل فتحة الياء والهاء فى الوقف ويفتح الهمزة والألف ولا يميل الجميع إلا قتيبة فى روايته كما هو معروف من مذهبه ومعلوم من طرقه. وأما نحو ( الْآخِرَةَ ) ، و ( باسِرَةٌ ) ، و ( كَبِيرَةً ) ، و ( صَغِيرَةً ) فى رواية ورش من طريق الازرق حيث يرقق الراء فى ذلك فليس كمذهب الكسائى وإن سماه بعض أئمتنا إمالة كالدانى وقد فرق بين ذلك فقال لأن ورشا إنما يقصد إمالة فتحة الراء فقط ولذلك أمالها فى الحالين والكسائى إنما قصد إمالة الهاء ولذلك خص بها الوقف لا غير إذ لا توجد الهاء فى ذلك إلا فيه انتهى. وهو لطيف والله أعلم.
باب مذاهبهم فى ترقيق الراآت وتفخيمها
الترقيق من الرقة وهو ضد السمن. فهو عبارة عن إنحاف ذات الحرف ونحوله. والتفخيم من الفخامة وهى العظمة والكثرة فهى عبارة عن ربو الحرف وتسمينه فهو والتغليظ واحد إلا أن المستعمل فى الراء فى ضد الترقيق هو التفخيم وفى اللام التغليظ كما سيأتى وقد عبر قوم عن الترقيق فى الراء بالامالة بين اللفظين كما فعل الدانى وبعض المغاربة وهو تجوز إذ الامالة أن تنحو بالفتحة إلى الكسرة وبالألف إلى الياء كما تقدم. والترقيق إنحاف صوت الحرف فيمكن اللفظ بالراء مرققة غير ممالة ومفخمة ممالة وذلك واضح فى الحسن والعيان وإن كان لا يجوز رواية مع الامالة إلا الترقيق ولو كان الترقيق إمالة لم يدخل على