عليه فقال يا أمير المؤمنين إن ناسا زعموا أن العبد لا يزني وهو مؤمن ولا يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو مؤمن ولا يأكل الربا وهو مؤمن ولا يسفك الدم الحرام وهو مؤمن فقد ثقل علي هذا وحرج منه صدري حين أزعم أن هذا العبد يصلي صلاتي ويدعو دعائي ويناكحني وأناكحه ويوارثني وأوارثه وقد
______________________________________________________
وأنزلهم ثلاث منازل ، وبين ذلك في كتابه حيث قال : « فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ، وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ، وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ » فأما ما ذكر من السابقين وساق نحو هذا الخبر إلى آخره وقد مر مجمل من هذا الخبر في كتاب الحجة في باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمة عليهمالسلام ، وقد تكلمنا هناك في تحقيق معنى الروح.
قوله : وحرج منه ، أي ضاق « حين أزعم » أي اعتقد وادعى موافقا لدعواهم « أن هذا العبد يصلي صلاتي » كان قوله صلاتي مفعول مطلق للنوع ، وكذا دعائي والمراد الدعوة إلى دين الحق أو الدعاء إلى الرب وطلب الحاجة منه من الصلاة وغيرها والأول أنسب « ويناكحني » أي يعطيني زوجة كبنته وأخته « وأناكحه » أي أعطيه زوجة كالبنت والأخت ، وقيل : المفاعلة في تلك الأفعال بمعنى الأفعال ، في القاموس : النكاح الوطء والعقد له نكح كمنع وضرب ، وأنكحها زوجها ، وقال : ورث أباه ومنه بكسر الراء يرثه كيعده ورثا ووراثة وإرثا ورثة بكسر الكل ، وأورثه أبوه وورثه جعله من ورثته ، وفي المصباح : ورث مال أبيه ، ثم قيل : ورث أباه مالا والمال موروث والأب موروث أيضا وأورثه أبوه مالا جعله له ميراثا ، وورثته توريثا أشركته في الميراث ، انتهى.
وأقول : كان الإسناد هنا مجازي ، أي جعل الله له في ميراثي ولي في ميراثه نصيبا ، وقيل : الإيراث جعل غيره وارثا بإبقاء المال وعدم إتلافه ، ولا يخفى ما فيه.