الشمس الطالعة يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرب وكل نبي مرسل يقول الناس من هؤلاء فيقال هؤلاء المتحابون في الله.
٨ ـ عنه ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهالسلام قال إذا جمع الله عز وجل الأولين والآخرين قام مناد فنادى يسمع الناس فيقول أين المتحابون في الله قال فيقوم عنق من الناس فيقال لهم اذهبوا إلى الجنة بغير حساب قال فتلقاهم الملائكة فيقولون إلى أين فيقولون إلى الجنة بغير حساب قال فيقولون فأي ضرب أنتم من الناس
______________________________________________________
يمينا وشمالا ، فيمكن أن يكون المقربون في يمينه ومن دونهم في شماله ، وكلاهما يمين مبارك يأمن من استقر فيهما. وقيل : يحتمل أن يراد به الرحمة ولها أفراد متفاوتة فأقواهما يمين وأدونهما يسار وكلاهما مبارك ينجي من أهوال القيامة وقال في النهاية : فيه : وكلتا يديه يمين ، أي أن يديه تبارك وتعالى بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما ، لأن الشمال ينقص عن اليمين ، وكل ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد والأيدي واليمين وغير ذلك من أسماء الجوارح إلى الله فإنما هو على سبيل المجاز والاستعارة ، والله تعالى منزه عن التشبيه والتجسيم ، انتهى.
« يغبطهم » تقول : غبطهم كضرب غبطا إذا تمنى مثل ما ناله من غير أن يريد زواله لما أعجبه من حسنه ، وكان المعنى أن الملك والنبي مع جلالة قدرهما وعظم نعمتهما يعجبهما هذه المنزلة ويعدانها عظيمة ، فلا يستلزم كون منزلته دون منزلتهما وربما يقرأ يغبطهم على بناء التفعيل ، أي يعد أنهم ذوي غبطة ، وحسن حال أو مغبوطين للناس.
الحديث الثامن : صحيح.
« يسمع الناس » على بناء الأفعال حال عن فاعل فنادى « فتلقاهم » على بناء