.................................................................................................
______________________________________________________
والمحب يختار رضا محبوبة ولا ينظر إلى ثواب ولا يحذر من عقاب ، وحبه تعالى إذا استولى على القلب يطهره عن حب ما سواه ، ولا يختار في شيء من الأمور إلا رضا مولاه ، كما روى الصدوق (ره) بإسناده عن الصادق عليهالسلام أنه قال أن الناس يعبدون الله على ثلاثة أوجه فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع ، وآخرون يعبدونه فرقا من النار فتلك عبادة العبيد وهي رهبة ، ولكني أعبده حباله عز وجل فتلك عبادة الكرام وهو الأمن ، لقوله عز وجل : « وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ » (١) ولقوله عز وجل : « قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ » (٢) فمن أحب الله أحبه الله ، ومن أحبه الله عز وجل كان من الآمنين.
وفي تفسير الإمام عليهالسلام قال علي بن الحسين عليهالسلام : إني أكره أن أعبد الله لأغراض لي ولثوابه ، فأكون كالعبد الطمع المطمع ، إن طمع عمل وإلا لم يعمل ، وأكره أن أعبده لخوف عباده فأكون كالعبد السوء إن لم يخف لم يعمل ، قيل : فلم تعبده؟ قال : لما هو أهله بأياديه على وإنعامه.
وقال محمد بن علي الباقر عليهالسلام : لا يكون العبد عابد الله حق عبادته حتى ينقطع عن الخلق كله إليه ، فحينئذ يقول هذا خالص لي فيتقبله بكرمه.
وقال جعفر بن محمد عليهالسلام : ما أنعم الله عز وجل على عبد أجل من أن لا يكون في قلبه مع الله غيره.
وقال موسى بن جعفر عليهالسلام : أشرف الأعمال التقرب بعبادة الله عز وجل.
وقال علي الرضا عليهالسلام : « إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ » (٣) قول لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله ، وخليفة محمد رسول الله حقا وخلفاؤه خلفاء الله « وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ
__________________
(١) سورة النمل : ٨٩.
(٢) سورة آل عمران : ٣١.
(٣) سورة فاطر : ١٠.