موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عز وجل عليها لقي الله عز وجل مستكملا لإيمانه وهو من أهل الجنة ومن خان في شيء منها أو تعدى ما أمر الله عز وجل فيها لقي الله عز وجل ناقص الإيمان قلت قد فهمت نقصان الإيمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته فقال قول الله
______________________________________________________
عن المحرمات « موفيا كل جارحة » التوفية إعطاء الحق وافيا تاما ويمكن أن يقرأ كل بالرفع وبالنصب « مستكملا لإيمانه » أي مكملا له ، في القاموس : أكمله واستكمله وكمله أتمه وجمله « ومن خان في شيء منها » أي من الجوارح بفعل المنهيات أو تعدى ما أمر الله عز وجل في الجوارح ، ويحتمل أن يكون الخيانة أعم من ترك المأمورات وفعل المنهيات ، والتعدي بإيقاع الفرائض على وجه البدعة ومخالفا لما أمر الله ، وفي النعماني : ومن كان مضيعا لشيء مما فرضه الله تعالى في هذه الجوارح وتعدى ما أمر الله به وارتكب ما نهاه عنه لقي الله ناقص الإيمان.
وأقول : حكم عليهالسلام في الأول بدخول الجنة أي من غير عقاب ، وفي الثاني لم يحكم بدخول النار ولا بعدم دخول الجنة لأنه يدخل الجنة ولو بعد حين ، وليس دخوله النار مجزوما به لاحتمال عفو الله تعالى وغفرانه.
قوله : فمن أين جاءت زيادته ، يفهم منه أن السائل فهم من الزيادة كون ما يشترط في الإيمان متحققا وزاد عليه ، لا أنه يكون الزائد بالنسبة إلى الناقص ، وإلا فلم يحتج إلى السؤال لأن كل نقص إذا سلب كان زائدا بالنسبة إليه ، فالأفراد ثلاثة : تام الإيمان وهو الذي اعتقد العقائد الحقة كلها ، وعمل بالفرائض واجتنب الكبائر وإن أتى بشيء منها تاب بعده ولم يصر على الصغائر ، وناقص الإيمان وهو الذي أتى مع العقائد الحقة بشيء من الكبائر ولم يتب منها أو ترك شيئا من الفرائض ولم يتداركها أو أصر على الصغائر ، وزائد الإيمان وهو الذي زاد في العقائد على ما يجب كما وكيفا كما سيأتي ، وفي الأعمال بإيتاء سائر الواجبات والمستحبات وترك الصغائر والمكروهات ، وكلما زادت العقائد والأعمال كما وكيفا زاد الإيمان