الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ » (١) وقال عز وجل « قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ » (٢) وقال « وَإِذا سَمِعُوا
______________________________________________________
الله تعالى للمصلحة لا من الشيطان.
« فَبَشِّرْ عِبادِ » الإضافة للتشريف ، وأحسن القول ما فيه رضا الله أو أشد رضاه ، وما هو أشق على النفس ، وهذه كلمة جامعة يندرج فيها القول في أصول الدين وفروعه والإصلاح بين الناس والتميز بين الحق والباطل ، وإيثار الأفضل فالأفضل ، وفي رواية هو الرجل يسمع الحديث فيحدث به كما سمع لا يزيد فيه ولا ينقص منه.
« أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ » لدينه « وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ » أي العقول السليمة عن منازعة الهوى والوهم والعادات و « عبادي » في النسخ بإثبات الياء موافقا لرواية أبي عمرو برواية موسى حيث قرأ في الوصل بفتح الياء وفي الوقف بإسكانها ، وقرأ الباقون بإسقاط الياء والاكتفاء بالكسرة.
« الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ » قيل : أي خائفون من الله متذللون له يلزمون أبصارهم مساجدهم وفي تفسير علي بن إبراهيم غضك بصرك في صلاتك وإقبالك عليها ، وسيأتي تفسيره في كتاب الصلاة إنشاء الله.
« وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ » قيل : اللغو ما لا يعنيهم من قول أو فعل ، وفي تفسير علي بن إبراهيم يعني عن الغناء والملاهي ، وفي إرشاد المفيد عن أمير المؤمنين عليهالسلام كل قول ليس فيه ذكر فهو لغو ، وفي المجمع عن الصادق عليهالسلام قال : أن يتقول الرجل عليك بالباطل أو يأتيك بما ليس فيك فتعرض عنه لله ، قال : وفي رواية أخرى أنه الغناء والملاهي ، وفي الاعتقادات عنه عليهالسلام أنه سئل عن القصاص أيحل الاستماع لهم ،
__________________
(١) سورة الزمر : ١٨.
(٢) سورة السجدة : ٢.