مؤمنة وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله ليس يمتري فيه أهل العلم أنه قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن فإنه إذا فعل ذلك
______________________________________________________
« وَحُرِّمَ ذلِكَ » فيه دلالة على التحريم إن لم نحمله على معنى الحرمان ، وحمله على الكراهة الشديدة مع وجود المعارض غير بعيد مع أنه يحتمل أن يكون ذلك إشارة إلى الزنا ، ويكون الجملة حالية أو تعليلية.
قوله : ليس يمتري ، الامتراء الشك ، والجملة إلى قوله : أنه قال ، معترضة ، وضمير « فيه » راجع إلى الرسول ، وقوله : إنه قال ، بدل اشتمال للضمير ، وقوله : لا يزني مفعول قال أولا والاعتراض لبيان أن الخبر معلوم متواتر بين الفريقين ، وكان المراد بقوله : حين يزني وحين يسرق ، حين يصير عليهما ولم يتب ، ولا فساد في مفارقه الإيمان بالمعنى الذي ذكرناه ، حيث اشتمل على فعل الفرائض وترك الكبائر عنه ، وبها يستحق العذاب في الجملة لا الخلود في النار ، ومن لم يقل بذلك أوله بتأويلات بعيدة.
قال في النهاية : في الحديث : لا يزني الزاني وهو مؤمن ، قيل : معناه النهي وإن كان في صورة الخبر ، والأصل حذف الياء من يزني ، أي لا يزن المؤمن ولا يسرق ولا يشرب ، فإن هذه الأفعال لا يليق بالمؤمن ، وقيل : هو وعيد يقصد به الردع كقوله عليهالسلام : لا إيمان لمن لا أمانة له ، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، وقيل : معناه لا يزني وهو كامل الإيمان وقيل : معناه أن الهوى يغطي الإيمان فصاحب الهوى لا يرى إلا هواه ولا ينظر إلى إيمانه الناهي له عن ارتكاب الفاحشة ، فكان الإيمان في تلك الحالة قد انعدم.
وقال ابن عباس : الإيمان نزه فإذا أذنب العبد فارقه ، ومنه الحديث الآخر : إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان فوق رأسه كالظلة فإذا أقلع رجع إليه الإيمان ، وكل هذا محمول على المجاز ونفي الكمال دون الحقيقة في رفع الإيمان وإبطاله ، انتهى.
وقيل : أنه ليس بمؤمن إذا كان مستحلا ، وقيل : ليس بمؤمن من العقاب وقيل : المقصود نفي المدح ، أي لا يقال له مؤمن بل يقال : زان أو سارق ، وقيل : أنه