.................................................................................................
______________________________________________________
على الحروف إنما هو بحساب الجمل فتأمل.
وقيل : يحتمل في هذا الخبر الذي رواه الصدوق أن يكون العاقد العباس حين أخبر النبي بذلك ولا يخفى بعده وعدم انطباقه على خبر الكتاب.
الثاني : أنه أشار بإصبعه المسبحة إلى قول لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أو قالهما مشيرا لذلك فإن عقد الخنصر والبنصر وعقد الإبهام على الوسطى يدل على الثلاث والستين على اصطلاح أهل العقود ، فيكون المراد بالجمل حساب العقود ، ويؤيده ما رواه الشيخ ابن شهرآشوب المازندراني في كتاب المناقب بإسناده عن شعبة عن قتادة عن الحسن في خبر طويل نقلنا منه موضع الحاجة ، وهو أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة دعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبكى ، وقال : يا محمد إني أخرج من الدنيا وما لي غم إلا غمك ، إلى أن قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا عم إنك تخاف علي أذى أعادي ولا تخاف على نفسك عذاب ربي ، فضحك أبو طالب وقال : يا محمد دعوتني وقد كنت قدم أمينا وعقد بيده على ثلاث وستين عند الخنصر والبنصر ، وعقد الإبهام على إصبعه الوسطى وأشار بإصبعه المسبحة بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فقام علي عليهالسلام وقال : الله أكبر ، والذي بعثك بالحق نبيا لقد شفعك في عمك وهداه بك ، فقام جعفر وقال : لقد سدتنا في الجنة يا شيخي كما سدتنا في الدنيا ، فلما مات أبو طالب أنزل الله تعالى : « يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ » انتهى.
وهذا حل متين مؤيد بالخبر ، لكن يرد عليه أنه لم يعهد إطلاق الجمل على حساب العقود.
الثالث : أنه أشار بذلك إلى كلمتي لا وإلا ، والمراد كلمة التوحيد فإن الأصل والعمدة فيها النفي والإثبات.
الرابع : أن أبا طالب أو أبا عبد الله عليهالسلام أمر بالإخفاء اتقاء ، فأشار بحساب العقود إلى كلمة سج من التسجية وهي التغطية أي غط واستر هذا فإنه من الأسرار