.................................................................................................
______________________________________________________
أبدا ، فدعا بالفيل وأذن في قومه بالخروج ومن اتبعه من أهل اليمن وكان أكثر من تبعه منهم عك والأشعريون وخثعم.
قال : ثم خرج يسير حتى إذا كان ببعض طريقه بعث رجلا من بني سليم ليدعو الناس إلى حج بيته الذي بناه فتلقاه رجل من الحمس من بني كنانة فقتله فازداد بذلك حنقا وأحث السير والانطلاق ، وطلب من أهل الطائف دليلا فبعثوا معه رجلا من هذيل يقال له نفيل ، فخرج بهم يهديهم حتى إذا كانوا بالمغمس نزلوا وهو من مكة على ستة أميال ، فبعثوا مقدماتهم إلى مكة فخرجت قريش عباديد (١) في رؤوس الجبال وقالوا : لا طاقة لنا اليوم بقتال هؤلاء القوم ، ولم يبق بمكة غير عبد المطلب بن هاشم أقام على سقايته وغير شيبة بن عثمان بن عبد الدار أقام على حجابة البيت ، فجعل عبد المطلب يأخذ بعضادتي الباب ثم يقول :
لا هم إن المرء يمنع رحله فامنع رحالك |
|
لا يغلبوا بصليبهم ومحالهم عدوا محالك (٢) |
إن يغلبوا (٣) البيت الحرام إذا فأمر ما بدا لك |
ثم إن مقدمات أبرهة أصابت نعما لقريش فأصابت فيها مائتي بعير لعبد المطلب ابن هاشم ، فلما بلغه ذلك خرج حتى أتى القوم وكان حاجب أبرهة رجلا من الأشعريين وكانت له بعبد المطلب معرفة ، فاستأذن له على الملك وقال له : أيها الملك جاءك سيد قريش الذي يطعم أنسها في الحي ووحشها في الجبل ، فقال : ائذن له ، وكان عبد المطلب رجلا جسميا جميلا ، فلما رآه أبو يكسوم أجله أن يجلسه تحته وكره أن يجلسه معه على سريره ، فنزل من سريره فجلس على الأرض وأجلس عبد المطلب
__________________
(١) العباديه : الفرق من الناس.
(٢) المِحال : التدبير والقوّة.
(٣) وفي نسخة : « ان يدخلوا » بدل « ان يغلبوا » وفي المصدر : « لا يدخلوا البلد الحرام ».