.................................................................................................
______________________________________________________
إليه رجل من الأوس يقال له : أحيحة بن الجلاح وخرج إليه من اليهود بنيامين القرطبي فقال له أحيحة : أيها الملك نحن قومك ، وقال له بنيامين : هذه بلدة لا تقدر أن تدخلها ولو جهدت ، قال : ولم؟ قال : لأنها منزل نبي من الأنبياء يبعثه الله من قريش.
قال : ثم خرج يسير حتى إذا كان من مكة على ليلتين بعث الله عليه ريحا قصفت يديه ورجليه وشنجت جسده (١) فأرسل إلى من معه من اليهود فقال : ويحكم ما هذا الذي أصابني؟ قالوا : حدثت نفسك بشيء؟ قال : نعم ، وذكر ما أجمع عليه من هدم البيت وإصابة ما فيه قالوا : ذاك بيت الله الحرام ، ومن أراده هلك ، قال : ويحكم وما المخرج مما دخلت فيه؟ قالوا : تحدث نفسك بأن تطوف وتكسوه وتهدي له ، فحدث نفسه بذلك فأطلقه الله ، ثم سار حتى دخل مكة فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وكسى البيت.
وذكر الحديث في نحره بمكة وإطعامه الناس ثم رجوعه إلى اليمن وقتله وخروج ابنه إلى قيصر واستعانته به فيما فعل قومه بأبيه ، وأن قيصرا كتب له إلى النجاشي ملك الحبشة وأن النجاشي بعث معه ستين ألفا واستعمل عليهم روزبه حتى قاتلوا حمير قتلة أبيه ، ودخلوا صنعاء فملكوها وملكوا اليمن ، وكان في أصحاب روزبه رجل يقال له أبرهة وهو أبو يكسوم ، فقال لروزبه : أنا أولى بهذا الأمر منك وقتله مكرا وأرضى النجاشي.
ثم أنه بني كعبة باليمين وجعل فيها قبابا من ذهب وأمر أهل مملكته بالحج إليها يضاهي بذلك البيت الحرام ، وأن رجلا من بني كناية خرج حتى قدم اليمن فنظر إليها ثم قعد فيها يعني لحاجة الإنسان فدخلها أبرهة ، فوجد تلك العذرة فيها فقال : من اجترأ علي بهذا؟ ونصرانيتي لأهدمن ذلك البيت حتى لا يحجه حاج
__________________
(١) أي نقبض.