وجعل يقول يا رب أتهلك آلك إن تفعل فأمر ما بدا لك فجاء رسول الله صلىاللهعليهوآله بالإبل وقد وجه عبد المطلب في كل طريق وفي كل شعب في طلبه وجعل يصيح يا رب أتهلك آلك إن تفعل فأمر ما بدا لك ولما رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله أخذه فقبله وقال يا بني لا وجهتك بعد هذا في شيء فإني أخاف أن تغتال فتقتل
______________________________________________________
البعير يند ندا وندودا : نفر وذهب على وجهه شاردا ، ذكره الجوهري ، وربما يقرأ بتخفيف الدال من الندو والندى بمعنى التفرق ، قال في القاموس : ندا الشيء تفرق والإبل خرجت من الحمض إلى الخلة ، ونديتها أنا ، وإبل نواد : شاردة ، وقال : الحمض ما ملح وأمر من النبات ، وهي كفاكهة الإبل والخلة ما حلا وهي كخبزها ، والأول أظهر ، والتقدير في إبل له قد ندت فقوله « له » نعت إبل « آلك » أي أقرب الخلق إليك ، وآل الرجل من يؤول إليه أمره قال في النهاية في قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : في شهر الله المحرم أضاف الشهر إلى الله تعظيما له وتفخيما ، كقولهم بيت الله وآل الله لقريش انتهى.
وإنما قال ذلك تعجبا لما وصل إليه من أخبار الأنبياء بنبوته وأنه يملك المشارق والمغارب ، ثم تفطن بإمكان البداء والمحو بعد الإثبات فقال : إن تفعل فأمر ما بدا لك ، « ما » إبهاميه أي فأمر من الأمور ظهر لك أي يظهر من تقديرك أمر خفي على الخلق مسببه ، فمن هنا ظهر أنه كان قائلا بالبداء وهذا على تقدير أن يكون أمر اسما ، ويحتمل أن يكون فأمر بصيغة الأمر أي أهلكني قبل هلاكه ، أو المراد إن تهلكه مع أنه آلك فالأمر أمرك وقيل : أي فأمر ما بدا لك في أسباب عدم إهلاكه والأول أظهر الوجوه.
وصحف بعض الفضلاء ، وقرأ ألك بهمزة الاستفهام وأن تفعل بفتح الهمزة أي أيجوز لك أن تفعل! تعجبا ، وقال : حذف مفعول تهلك لظهوره ولا يخفى بعده.
وقال في النهاية : الاغتيال هو أن يخدع فيقتل في موضع لا يراه فيه أحد.