فقال جعلت فداك كم عرج برسول الله صلىاللهعليهوآله فقال مرتين فأوقفه جبرئيل موقفا فقال له مكانك يا محمد فلقد وقفت موقفا ما وقفه ملك قط ولا نبي إن ربك يصلي فقال يا جبرئيل وكيف يصلي قال يقول سبوح قدوس أنا رب الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبي فقال اللهم عفوك عفوك قال وكان كما قال الله « قابَ
______________________________________________________
« فقال مرتين » أقول : لا ينافي هذا ما رواه الصفار والصدوق رضي الله عنهما في البصائر والخصال بإسنادهما عن الصباح المزني عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : عرج بالنبي صلىاللهعليهوآله إلى السماء مائة وعشرين مرة ، ما من مرة إلا وقد أوحى الله عز وجل فيها النبي صلىاللهعليهوآله بالولاية لعلي والأئمة عليهمالسلام أكثر مما أوحاه بالفرائض ، إذ يمكن أن تكون المرتان بمكة والبواقي بالمدينة ، أو المرتان إلى العرش والباقية إلى السماء ، أو المرتان بالجسم والباقية بالروح ، ولعله أظهر أو المرتان ما أخبر بما جرى فيهما والباقية ما لم يخبر بما جرى فيها « فأوقفه » يمكن أن يكون هذا قبل عروجه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى موقف تخلف عنه جبرئيل عليهالسلام ، أو كان جبرئيل يكلمه في مكانه وإن تخلف عنه لئلا ينافي الخبر السابق ، أو يكون هذا في أحد المعراجين وذاك في معراج آخر « مكانك » بالنصب أي ألزم مكانك ولا تبرح ، وقيل : أوقفه أي أرشده إلى الوقوف ومكانك منصوب بالإغراء ، أي أدرك مكانك ، انتهى.
« ما وقفه ملك » أي قبل ذلك وكان وقوفه ببركة رفاقته عليهماالسلام ، أو أنه حينئذ أيضا لم يكن واقفا في ذلك المكان كما مر « إن ربك يصلي » أي يترحم ويظهر رحمته على عباده ، أو يصلي عليك بأن يكون المراد بالرحمة الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام كما مر في الأخبار ، أو المعنى رحمتي عليك كما ورد في خبر آخر رواه السيد في كتاب اليقين « سبقت رحمتي غضبي » لك ولذريتك ، وفي النهاية في حديث الدعاء. سبوح قدوس يرويان بالضم والفتح والفتح أقيس والضم أكثر استعمالا ، وهو من أبنية المبالغة ، والمراد بها التنزيه من النقائص ، وقال أيضا : في أسماء الله تعالى : القدوس هو الطاهر المنزه عن العيوب والنقائص ، وفعول بالضم من أبنية المبالغة وقد تفتح القاف وليس