عليه يوم النهروان فبينا علي عليهالسلام جالس إذ جاء فارس فقال السلام عليك يا علي فقال له علي عليهالسلام وعليك السلام ما لك ثكلتك أمك لم تسلم علي بإمرة المؤمنين قال بلى سأخبرك عن ذلك كنت إذ كنت على الحق بصفين فلما حكمت الحكمين برئت منك وسميتك مشركا فأصبحت لا أدري إلى أين أصرف ولايتي
______________________________________________________
وبضمهما ثلاث قرى أعلى وأوسط وأسفل هن بين واسط وبغداد ، انتهى.
ويظهر من الخبر أنه يطلق على النهر الواقع فيها أيضا وإن احتمل تقدير مضاف فيه ، وفي النهاية : فيه أنه قال لبعض أصحابه : ثكلتك أمك أي فقدتك والثكل فقد الولد والمرأة ثاكل وثكلى ورجل ثاكل وثكلان كأنه دعا عليه بالموت لسوء فعله أو قوله والموت يعم كل أحد ، فإذا الدعاء عليه كلا دعاء أو أراد إن كنت هكذا فالموت خير لك لئلا تزداد سوءا ، ويجوز أن يكون من الألفاظ التي تجري على ألسنة العرب ولا يراد بها الدعاء كقولهم : تربت يداك وقاتلك الله ، انتهى.
والإمرة بكسر الهمزة وسكون الميم اسم من أمر علينا إذا ولي ، أي لم تقل السلام عليك يا أمير المؤمنين و « بلى » مبني على أن « مالك » بمعنى ألا تخبرني « كنت » بصيغة الخطاب والخبر محذوف أي كنت أمير المؤمنين أو بصيغة المتكلم أي كنت مسلما عليك بالأمارة « إذ كنت » بصيغة الخطاب واحتمال التكلم كما قيل بعيد ، وإذ ظرف مضاف إلى الجملة ، وصفين كسكين موضع حرب أمير المؤمنين عليهالسلام ومعاوية « فلما حكمت الحكمين برئت منك » قد بينا في كتابنا الكبير أنه عليهالسلام لم يكن راضيا بالتحكيم وقد غلبه عليه أكثر أصحابه حتى أذن لهم به كرها لما قامت الفتنة ولم يكن تسكينها إلا بذلك فإن معاوية لعنه الله لما أحس بالغلبة لأمير المؤمنين عليهالسلام ليلة الهرير فزع إلى عمرو بن العاص في ذلك وهو لما كان يعلم قلة عقل أكثر أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام رأى له أن يكيدهم برفع المصاحف ليمهلوا في الحرب وتقع الفتنة والاختلاف بين أصحابه عليهالسلام وكان الأشتر رضياللهعنه صبيحة تلك الليلة قد أشرف على الظفر وظهرت له أمارات الفتح فلما أصبحوا رفعوا المصاحف على أطراف الرماح