قلت جعلت فداك قد والله رغبتني في العمل وحثثتني عليه ولكن أحب أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحق ونحن على دين واحد فقال إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عز وجل وإلى الصلاة والصوم والحج وإلى كل خير وفقه وإلى عبادة الله عز ذكره سرا من عدوكم مع إمامكم المستتر مطيعين له صابرين معه منتظرين لدولة الحق خائفين على إمامكم وأنفسكم من الملوك الظلمة تنتظرون إلى حق إمامكم وحقوقكم
______________________________________________________
اتسع فاستعمل لزيادة غير محصورة في عدد « إن الله » استيناف بياني والحث : الحض والتحريص.
« فقال إنكم سبقتموهم » يمكن إرجاع الوجوه التي أومأ عليهالسلام إليها في تلك الفقرات إلى ثمانية أسباب :
الأول : سبقهم بالإيمان بالله وبرسوله ، والدخول في دين الله والإقرار به ، والسابقون أفضل من اللاحقين لقوله تعالى : « وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ » (١) « وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ » (٢) وقال عليهالسلام : لن تلحق أواخر هذه الأمة أوائلها ، وأيضا : لإيمانهم مدخل في أيمان اللاحقين وهم الحافظون للعلوم والآثار لهم.
الثاني : سبقهم إلى العمل بالأحكام مثل الصلاة والصوم والحج وغيرها من الخيرات على الوجوه المذكورة في الأول.
الثالث : عبادتهم سرا مع الإمام المستتر وطاعته لذلك خوفا من الأعداء.
الرابع : صبرهم مع الإمام المستتر في الشدائد.
الخامس : انتظارهم لظهور دولة الحق وهو عبادة.
السادس : خوفهم على إمامهم وأنفسهم من الملوك وخلفاء الجور وبغيهم وعداوتهم.
__________________
(١) سورة الواقعة : ١٠.
(٢) سورة التوبة : ١٠٠.