سباقون كانوا سبقوا والله ما كتمت وسمة ولا كذبت كذبة ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم.
٢ ـ محمد بن يحيى والحسن بن محمد ، عن جعفر بن محمد ، عن القاسم بن إسماعيل الأنباري ، عن الحسين بن علي ، عن أبي المغراء ، عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول ويل لطغاة العرب من أمر قد اقترب قلت جعلت فداك كم مع القائم من العرب قال نفر يسير قلت والله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير
______________________________________________________
والمعنى أن الناس يتخذون رؤساء جهالا يعدونهم سابقين مع أنهم كانوا يعدون قاصرين في زمن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويعدون جماعة كانوا في زمنه صلىاللهعليهوآلهوسلم سابقين ويعدون منهم قاصرين ، ولا يخفى بعده أيضا بل هو أبعد.
« ما كتمت وشمة (١) » قال في النهاية والصحاح أي كلمة ، وكذا في النهج بالشين المعجمة ، وفي بعض نسخ الكتاب بالمهملة أي ما سترت علامة تدل على سبيل الحق ولكن عميتم عنها ، ولا يخفى لطف ضم الكتم إلى الوسمة ، فإن الكتم بالتحريك نبت يخلط بالوسمة يخضب به ، لكن الأول أصوب.
« ولا كذبت » كضربت « كذبة » بالفتح كما هو المضبوط في النهج ، وورد في اللغة به وبالكسر ، وككلمة والتنوين للتحقير ، وربما يقرأ كتمت وكذبت على بناء المجهول فيهما ، أي ما كتمني الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا كذبني « ولقد نبئت » على بناء التفعيل المجهول أي أخبرني الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذا المقام أي بيعة الناس لي بعد اللتيا والتي « وهذا اليوم » أي يوم اجتماع الناس علي ، أو مقام الخلافة ويوم البيعة.
الحديث الثاني : ضعيف.
والطغاة بالضم جمع الطاغي وهو الذي تجاوز الحد في العصيان « من أمر قد اقترب » أي ظهور القائم عليهالسلام والوصف بالقرب لما مر « إن من يصف هذا الأمر » أي يدعي الاعتقاد بإمامة أئمة الهدى ويظهره ، ويدل على أن الغربال المشبه به
__________________
(١) وفي المتن « وسمة » بالسين وسيأتي في كلام الشارح (ره).