وهلك المستعجلون ونجا المسلمون.
٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال سألته عن القائم عليهالسلام فقال كذب الوقاتون إنا أهل بيت لا نوقت.
______________________________________________________
فإن قيل : هذا يؤدي إلى أن لا نثق بشيء من أخبار الله تعالى.
قلنا : الإخبار على ضربين ، ضرب لا يجوز فيه التغير في مخبراته فإنا نقطع عليها لعلمنا بأنه لا يجوز أن يتغير المخبر في نفسه كالأخبار عن صفات الله تعالى وعن الكائنات فيما مضى وكالأخبار بأنه يثيب المؤمنين ، والضرب الآخر هو ما يجوز تغيره في نفسه لتغير المصلحة عند تغير شرطه ، فإنه يجوز جميع ذلك كالأخبار عن الحوادث في المستقبل إلا أن يراد الخبر على وجه يعلم أن مخبره لا يتغير فحينئذ نقطع بكونه ، ولأجل ذلك قرن الحتم بكثير من المخبرات ، فأعلمنا أنه مما لا يتغير أصلا فعند ذلك نقطع به ، انتهى كلامه قدسسره.
وهو في غاية المتانة والاستقامة ، وبه تنحل الإشكالات الواردة في هذه الأخبار.
« وهلك المستعجلون » أي الذين يريدون تعجل ظهور الحق ، ويعترضون على الله وعلينا في تأخيره ، ولا يرضون بقضاء الله في ذلك ، وأما ترقب الفرج والدعاء له فهما مطلوبان ، ولذا قال : « ونجا المسلمون » بتشديد اللام أي الراضون بقضاء الله ، الذين لا يعترضون على أئمتهم فيما يقولون ويفعلون ، أو المراد بالمستعجلين الذين كانوا يخرجون قبل أوان ظهور الحق على أئمة الجور ، ويقتلون فيهلكون ويهلكون في الدنيا والآخرة ، وقيل : الاستعجال عد الشيء عاجلا بالخروج على أئمة الضلالة.
الحديث الثالث : صحيح.
« لا نوقت » أي حتما أو بعد ذلك كما مر ، والتوقيت الإخبار بالوقت.