وقتل عليهالسلام فقالت الملائكة يا رب أذنت لنا في الانحدار وأذنت لنا في نصرته فانحدرنا وقد قبضته فأوحى الله إليهم أن الزموا قبره حتى تروه وقد خرج فانصروه وابكوا
______________________________________________________
الملائكة عرضوا عليه نصرتهم فلم يقبل ، واختار لقاء الله تعالى ، فيمكن أن يكون هذا في المرة الثانية من نزولهم.
قال السيد بن طاوس رضياللهعنه في كتاب اللهوف : وروي عن مولانا الصادق عليهالسلام أنه قال : سمعت أبي يقول : لما التقى الحسين عليهالسلام وعمر بن سعد لعنه الله وقامت الحرب أنزل النصر حتى رفرف (١) على رأس الحسين عليهالسلام ثم خير بين النصر على أعدائه وبين لقاء الله تعالى ، فاختار لقاء الله.
وروي أيضا عن أبي جعفر الطبري عن الواقدي وزرارة بن صالح قالا : لقينا الحسين بن علي عليهالسلام قبل خروجه إلى العراق بثلاثة أيام فأخبرناه بهوى الناس بالكوفة وأن قلوبهم معه وسيوفهم عليه ، فأومأ بيده نحو السماء ففتحت أبواب السماء ونزلت الملائكة عددا لا يحصيهم إلا الله تعالى ، فقال عليهالسلام : لو لا تقارب الأشياء وحبوط الأجر لقاتلتهم بهؤلاء ولكن أعلم يقينا أن هناك مصرعي ومصرع أصحابي ولا ينجو منهم إلا ولدي على.
وروى الصدوق في مجالسه عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : أربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي صلوات الله عليه فلم يؤذن لهم في القتال ، فرجعوا في الاستئذان وهبطوا وقد قتل الحسين عليهالسلام فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة رئيسهم ملك يقال له منصور.
وأقول : الظاهر أن عدم الإذن منه عليهالسلام ، ويحتمل أن يكون من الله لكنه بعيد.
قوله عليهالسلام : وقد خرج ، أي في الرجعة قبل القيامة بقرينة النصرة.
واعلم أن الرجعة أي رجوع جماعة من المؤمنين إلى الدنيا قبل القيامة في زمن
__________________
(١) من رفرف الطائر : إذا بسط جناحيه.