ابن سعيد ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمار الساباطي قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام
______________________________________________________
وأما الثانية فقال الطبرسي رحمهالله : ولا أعلم الغيب الذي يختص الله بعلمه وإنما أعلم قدر ما يعلمني الله من أمر البعث والنشور والجنة والنار وغير ذلك « إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ » يريد ما أخبركم إلا بما أنزل الله إلى.
وقال في الثالثة : معناه وعنده خزائن الغيب الذي فيه علم العذاب المستعجل وغير ذلك لا يعلمها أحد إلا هو أو من أعلمه به وعلمه إياه ، وقيل : معناه وعنده مقدورات الغيب يفتح بها على من يشاء من عباده بإعلامه به وتعليمه إياه وتيسيره السبيل إليه ، ونصب الأدلة له ويغلق عمن يشاء ولا ينصب الأدلة.
وقال في الرابعة : معناه ولله علم ما غاب في السماوات والأرض ، لا يخفى عليه شيء منه ، ثم قال : وجدت بعض المشايخ ممن يتسم بالعدل والتشيع قد ظلم الشيعة الإمامية في هذا الموضع من تفسيره ، فقال : هذا يدل على أن الله تعالى يختص بعلم الغيب خلافا لما تقوله الرافضة أن الأئمة عليهمالسلام يعلمون الغيب ولا نعلم أحدا منهم استجاز الوصف بعلم الغيب لأحد من الخلق ، وإنما يستحق الوصف بذلك من يعلم جميع المعلومات لا بعلم مستفاد ، وهذا صفة القديم سبحانه ، العالم لذاته ، لا يشركه فيه أحد من المخلوقين ، ومن اعتقد أن غير الله سبحانه يشركه في هذه الصفة فهو خارج عن ملة الإسلام.
وأما ما نقل عن أمير المؤمنين عليهالسلام ورواه عنه الخاص والعام من الأخبار بالغائبات في خطب الملاحم وغيرها ، كإخباره عن صاحب الزنج وعن ولاية مروان بن الحكم وأولاده ، وما نقل من هذا الفن عن أئمة الهدى عليهمالسلام فإن جميع ذلك متلقى من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مما أطلعه الله عليه فلا معنى لنسبة من روى عنهم هذه الأخبار المشهورة إلى أنه يعتقد كونهم عالمين بالغيب ، وهل هذا إلا سب قبيح وتضليل لهم بل تكفير ، ولا يرتضيه من هو بالمذاهب خبير ، والله يحكم بينه وإليه المصير.
وقال (ره) في قوله تعالى : « إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ » أي استأثر الله سبحانه به